موقع لكم الاخباري– كفر قاسم
اسرائيل تغيرت واسرائيل العميقة تغيرت أيضا. الانتخابات هي دليل واحد . قرارات المحاكم وعلى رأسها محكمة العدل العليا هي دليل أوضح . افتتاح مقر للجيش مغلق داخل الحرم الجامعي في الجامعة العبرية هو دليل أعمق.
لقد رفعت اسرائيل شعار الديمقراطية لتدخل بصورة شرعية، رغم الاحتلال، الى نادي دول العالم المتطورة، وبنت شرعيتها مستغلة في ذلك حالة تردي عربي نشطت فيه الدكتاتوريات ودمرت كرامة الانسان العربي. الغربي قارن بينها وبين العالم العربي وأعطى اسرائيل الشرعية. الان باتت تجاهر بنظامها المناقض للديمقراطية الجوهرية فهي الان ليست بحاجة لمثل هذه الشرعية.
او هي تعتقد بأنها ليست بحاجة لها. كنا كفلسطينين هنا نستغل هامشا واضحا من هذه الديمقراطية والان هذا الهامش، منذ قانون القومية، يغلق أمامنا بتسارع مذهل. التركيبة السياسية تضعنا في خطر حقيقي. صفقة القرن يمكن ان تشكل تحديا ليس بسيطا لنا.
ماذا يمكن فعله الآن في واقع مركب فيه موازين القوى والحالة العامه ليست بصالحنا؟ هل ننكفئ على ذاتنا ونبقى نتجادل على نتائج الانتخابات ام هي فرصة لتنظيم انفسنا من جديد لنطرح على انفسنا والاخر مشروعا مقاوما لهذه التوجهات؟
هل نرى الفرصه الان في ضعف اليسار في اسرائيل لكي نبني علاقة أخرى ندية ومتساوية مع اطياف يمكن ان تشكل تحالفاً من نوع آخر وجديد؟ هل نستطيع ان نضع كل السناريوهات الممكنه ونخطط اياً منها يخدم مصلحتنا للمدى القصير والبعيد؟ هل هو زمن العقل أم زمن أحلام اليقظة؟
ارى في التفكير الذي يرى كل الحقيقة والمصلحة بجانب واحد ولا يحاول ان يمسك بالتعقيد والمخاطر بانه لا يفيدنا في استبيان موقف جدي وعقلاني يحاكي واقع شديد الغموض والتعقيد.
ادعو الى انتفاضة تفكير أعمق وأشمل في حالتنا تشمل كل شرائح شعبنا هنا، وعدم السقوط في لهيب المناكفات الفارغة. فنحن في خطر وآن اوان التفكير والعمل الجدي.